الوزن عند الإنسان غالبًا ما يُصبح محورًا للصراع النفسي والاجتماعي، لكنه أكثر من ذلك بكثير. هو لغة الجسد والروح التي تعبّر عن مشاعرنا المكبوتة، تجاربنا، وأحيانًا صراعاتنا الداخلية مع أنفسنا أو المجتمع، و كثير من النساء يشعرن بالضغط لتحقيق صورة مثالية، بينما أجسادهن تحمل رسائل لم يسمعها أحد بعد.
قبل أن نبدأ، خذي لحظة: أغلقي عينيك، ضعي يدك على قلبك، وتنفس عميقًا… واسألي جسدك: ماذا تريد أن تخبرني عن نفسي اليوم؟
السمنة ليست مجرد تراكم دهون، بل هي صوت داخلي للجسد والروح. هي محاولة الجسد لحمايتك، أو لإخبارك بأن مشاعر معينة لم تُعالج بعد.
عندما نفهم هذا، يمكننا تحويل الوزن من مصدر إحباط إلى رسالة للتوازن والنمو. فمثلا السمنة تعني جسديًا: زيادة السعرات، قلة الحركة، مقاومة أنسولين، أو خلل هرموني مثل مشاكل الغدة الدرقية أو تكيس المبايض، اما نفسيًا: السمنة تعكس رغبة في الحماية، وتخزين مشاعر لم تُهضم بعد مثل الغضب أو الحزن..
ولهذا الجسم يوزع الدهون بطريقة تعكس احتياجاتك العاطفية والطاقية. كل منطقة تحمل رسالة مختلفة، وفهمها يفتح لك نافذة للوعي الذاتي.
1. الدهون حول البطن = تمسّك بالماضي وخوف من فقد السيطرة.
2. الدهون في الورك والفخذ = تخزين أعباء عائلية أو نسائية.
3. الدهون في الظهر = حمل أثقال الآخرين بدلًا من إعطائهم مسؤولية حياتهم.
4. المعدة: نفسي: القلق وصعوبة هضم المواقف.
5. الأرداف والفخذ: ثقل علاقات عائلية أو زوجية. وهو يعتبر مركز الأمان والأنوثة، كأنه يقول "أحتاج احتضان".
6. الذراعين: شعور بعدم القدرة على العطاء أو الاستقبال. اختلال توازن بين "الأخذ والعطاء".
و لا ننسى أن النحافة المفرطة ليست مجرد قلة وزن، بل هي رسالة جسدية تعكس أحيانًا شعورًا بعدم الأمان أو رغبة في عدم أخذ مساحة في الحياة. فجذر الجسدي : فرط نشاط الغدة الدرقية، ضعف امتصاص، أو سوء تغذية؟ اما الجذر النفسي : شعور بعدم الاستحقاق أو حاجة للقبول: “لا أستحق أن أكون مرئية”.
الهزال يدل على فقدان التجذر والاتصال بالأرض، وفقدان الأمان الداخلي. المجتمع والثقافة يضعان توقعات قد تؤثر على وزنك وصورتك الذاتية.
فهم هذا البعد يتيح لك التحرر من المقارنات والتقييمات الخارجية. في بعض الثقافات: النحافة = جمال ونجاح، والامتلاء = صحة وخصوبة.
وعيك بهذه الضغوط يمكّنك من التركيز على ما يحتاجه جسدك وروحك وليس ما يفرضه المجتمع.
تمرين وعي: أغلقي عينيك، تخيلي كل صوت خارجي يختفي، وتركيزك كله على جسدك وروحك، قولي لنفسك: “أنا أعيش على مقاييسي الخاصة.”
الوعي وحده لا يكفي، لذلك نقدم خطوات عملية تجعل التجربة حية وتفاعلية:
1. استماع للجسد: اسألي: “ماذا يريد جسدي أن يخبرني اليوم؟”
2. تحرير العواطف: ابكي، اكتبي، اصرخي… اتركي المشاعر تتحرر.
3. إعادة العلاقة مع الأكل: اعتبريه طاقة حب.
4. تمارين طاقية: مثل التجذر: المشي حافية. و تنفس عميق وترديد “أنا أقرر”.
5. توازن الأخذ والعطاء: تعلمي قول “لا” وأعطي حين تكونين ممتلئة.
6. طقوس يومية: كوب ماء مع نية، لمس الجسم، كتابة رسالة امتنان.
الوزن ليس عدوًا، بل رسول. كل خلية في جسدك تحاول إيصال رسالة لفهم أعمق عن نفسك وعلاقتك بالعالم. سواءً كان وزنك زائدًا أو ناقصًا، تذكري: "أريدك أن تعيشي بتوازن… أن تحبي نفسك كما أنت، وتسمحي للتغيير أن يبدأ من الداخل قبل الخارج."
احجز/ي استشارتك الآن مه كوتش هدى الشيخ عبر واتساب